في أعماق الواحات الخضراء المعانقة لسفوح الجبال الشامخة في مدينة الطائف، يكمن سر غامض يعبق بعطر الأساطير والتاريخ، إنه ماء الورد الطائفي. ليس مجرد ماء ورد عادي، بل هو إكسير الجمال والروح، مستخلص من ورود الطائف الندية التي تتفتح عند الفجر لتنشر عبيرها الأخاذ.
يبدأ السحر مع الفجر الأول، حيث ينهمك العاملون بحب وإخلاص في جمع زهور الورد الطائفي النقية. كل زهرة تُقطف برفق، كأنها جوهرة نادرة. يُنقل هذا الكنز العطري إلى الدوارق النحاسية، حيث يبدأ عرس التقطير التقليدي الذي يحافظ على روح وجوهر الورد.في هذا الفن القديم، يُمزج الدقة بالصبر والمهارة.
يتم تسخين الورود ببطء شديد لاستخلاص جوهرها السائل، وهنا تتحول الزهور إلى قطرات من الذهب السائل. ماء الورد الطائفي ليس مجرد ماء، بل هو قصيدة سائلة تحكي قصص الحب والعشق والرومانسية.
يتميز ماء الورد الطائفي بفوائد جمة، فهو ليس فقط للتجميل والعناية بالبشرة، بل يستخدم أيضاً في الطب التقليدي وفي إعداد أشهى الأطباق والحلويات.
إنه عنصر يجمع بين العراقة والحداثة، بين الصحة والجمال.في كل قطرة من ماء الورد الطائفي، تكمن قصة عشق قديمة، قصة تنبع من أعماق التاريخ وتروى بلغة الورود. إنه تراث حي يمتزج فيه العبق الطائفي بأسرار الطبيعة الخلابة، ويبقى شاهداً على عراقة الحضارة وجمال الإنسانية.